الرباط - رشيدة لملاحي
استغل عزيز أخنوش، الأمين العام لحزب التجمع الوطني للأحرار، غضب وزارة الخارجية المغربية على حميد شباط، بسبب تصريحاته ضد موريتانيا، ليؤكد موقفه الداعي إلى "حكومة منسجمة، تخلو من التصريحات المزعجة ضد دول شقيقة".
وأضاف أخنوش أن "دور الأحزاب السياسية في السياسة الخارجية تحديدًا، ليس خلق الأزمات، وإنما أن يكونوا مصدرًا لحل هذه الأزمات"، مؤكدًا أن دور الأحزاب هو تقريب وجهات النظر عندما تكون المواقف الرسمية متناقضة ومتباعدة بين البلدان. وأشار أخنوش، عقب اللقاء الجديد الذي جمعه بعبد الإله بنكيران، أنه كان موضوع سب وشتم من طرف من أسماهم "حْرَايْفِيَّة السياسة" والتي تعني باللغة العربية "تجار السياسة"، ليؤكد أنه "يبعد نفسه عن الرد"، في إشارة عن الانتقادات القوية التي تعرض له هو وحزبه من طرف بعض أعضاء حزب الاستقلال، والذين اتهموه بتصريف موقف الأصالة والمعاصرة.
وتابع الأمين العام للتجمعيين، أن لقاءه مع رئيس الحكومة المعين عبد الإله بنكيران، عرف تسجيل تقارب في وجهات نظر، بخصوص "التعجيل بمشاورات تشكيل الحكومة المقبلة"، مؤكدًا أنه اتفق مع بنكيران على تنظيم لقاء آخر قريبًا للمزيد من المشاورات، في أفق ما أسماه "حكومة منسجمة ومتآلفة تعكس اهتمامات المواطنين وتعمل على خدمتهم".
وكان لقاء رئيس الحكومة المعين بالأمين العام لحزب التجمع الوطني للأحرار، جاء بعد يومين فقط من اللقاء الذي جمع بنكيران بمستشاري الملك محمد السادس، والذي عبرا باسمه عن انتظاراته وانتظارات الشعب المغربي، بخصوص التعجيل بتشكيل الحكومة، وأن اللقاء بين قياديي العدالة والتنمية من جهة والتجمع الوطني للأحرار من جهة ثانية، جاء ساعة واحد فقط بعد البلاغ الناري الذي أصدرته وزارة الخارجية المغربية ردًا على الهجوم، الذي شنّه حميد شباط على موريتانيا، والتي قال فيها إن "موريتانيا هي أراضي مغربية".
وأصدرت قبل قليل وزارة الخارجية المغربية، بلاغًا "ناريًا"، للرد على تصريحات الأمين العام لحزب الاستقلال حميد شباط، على خلفية مهاجمته للجمهورية الإسلامية موريتانيا، بقوله إن "موريتانيا أراضي تابعة للمغرب، وأن هناك مؤامرة تقودها الجزائر وموريتانيا، لإنشاء خط فاصل بين المغرب وأفريقيا". وقالت وزارة الخارجية المغربية إن "تصريحات شباط، بخصوص موريتانيا خطيرة وغير المسؤولة".
وكانت الوزارة المذكورة عبرت عن رفضها "المساس بالوحدة الترابية لموريتانيا"، موضحة أنها "تابعت بقلق الجدل حول التصريحات الخطيرة، وغير المسؤولة من الأمين العام لحزب الاستقلال، عن الحدود ووحدة أراضي الجمهورية الإسلامية الموريتانية". وكانت وزارة الخارجية المغربية أكدت على "رفضها بشدة التصريحات التي تقوض العلاقات مع الدول الشقيقة والجارة، ما يبرهن على وجود الجهل العميق، للمبادئ التوجيهية للدبلوماسية المغربية"، مشيرة إلى أن "التوجيهات الدبلوماسية، تتم من قبل العاهل المغربي الملك محمد السادس، بما يعزز حسن الجوار، ويضمن التعاون مع موريتانيا الشقيقة. وواثق من أن الجمهورية الإسلامية الموريتانية، رئيسًا وحكومة وشعبًا، لن تعطي أي أهمية لمثل هذه التصريحات، بل تمس فقط بمصداقية الشخص الذي صرح بها".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر